بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلم على رسول الله
ما أعظم محمد
يرى المؤلف محمد الصالح الصديق في كتابه: "محمد صلى الله عليه وسلم في نظر المفكرين الغربيين"، أن من أبرز ما أثار إعجاب المفكرين الغربيين بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى تناولوه بالدراسة والبحث، شخصيته الفذة التي تجاوزت أقصى حدود الأدب والأخلاق المتعارف عليها عند ذوي النفوس الكريمة والهمم العالية.
فمحمد صلى الله عليه وسلم رغم ولادته في بيئة مفككة متخاذلة يسودها الجهل وتحكمها العصبية وتستبد بها عادات قبيحة، فإنه كان أستاذ الإنسانية ورائد البشرية ومنبع الفضائل والأخلاق، يساير الفطرة ويعيش في ظلال الإنسانية، فهو بتواضعه الجم وتقشفه في جميع مظاهر الحياة [كالشمس قريبة من كل أحد بضوئها ودفئها ولكنها في حقيقتها بعيدة عالية.
فهؤلاء المنصفون من الأجانب عظماء أبطال في نظري ونظر كل منصف، لأنهم أقوياء في مواقفهم تجاه الحق، أحرار في تفكيرهم، منصفون في أحكامهم، أمناء على رسالتهم في الحياة كمفكرين وكاتبين.
بهذه العبارات لخص الكاتب الصحفي محمد الصالح الصديق دوافعه لتأليف كتابه "محمد صلى الله عليه وسلم في نظر المفكرين الغربيين" الذي جمع فيه تصريحات طائفة من أعلام الفكر الغربي المعجبين بالنبي عليه الصلاة والسلام، مشيرا إلى أن هؤلاء لم يكونوا من بلد واحد أو من عصر واحد ولا حتى من صنف واحد من أهل الفكر، وإنما هم من بلاد شتى وعصور متباينة يتوزعون على مختلف العلوم والفنون من فلسفة وفكر وأدب وشعر.