صبـــر وبشـــرى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صبـــر وبشـــرى

الاسلام عزة ورفعة ونور وعلم وفوز بجنة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دروس في العقيدة 4/5/6

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سيداحمد
عضو نشـــط
عضو نشـــط



ذكر عدد الرسائل : 271
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 11/09/2007

دروس في العقيدة 4/5/6 Empty
مُساهمةموضوع: دروس في العقيدة 4/5/6   دروس في العقيدة 4/5/6 Icon_minitimeالثلاثاء 18 سبتمبر 2007 - 20:33

العدل الإلهي 1



ما معنى العدل الإلهي؟

وما هو الفارق بين العدل والمساواة؟

وكيف نستدل على عدل الله تعالى؟



من صفات الله الهامة التي وقع فيها البحث والنقاش صفة العدل، وهي وإن كانت من صفات الأفعال ولكنها صارت بما دار حولها من خلال وبما يترتب عليها من آثار موضوعاً مستقلاً وأصلاً قائماً برأسه من أصول الدين. كما أن بعض الأصول مترتب على هذا الأصل لا سيما مسألة المعاد وإرسال وبعث الأنبياء وتنصيب الأئمَّة (ع). فضلاً عن أن الأمور التكوينية تحتاج في استقامتها الى صفة العدل في جانبها التكويني.



معنى العدل:


العدل هو وضع الأمور في مواضعها، وإعطاء كل ذي حق حقه، فعلى سبيل المثال إكرام المحسن ومعاقبة المسيء هما مظهران من مظاهر العدل لأن المحسن من حقه أن يثاب على إحسانه والمسيء يستحق أن يعاقب على إساءته، ولو تبدلت القضية أو التزم بجزء منها وترك الآخر لكان ذلك خلاف العدل، وهو الظلم.



العدل والمساواة :


كثيراً ما نسمع كلمة المساواة معطوفة على كلمة العدل فيخيل إلينا أنهما واحد، ولكن الحقيقة أن العدل غير المساواة، فالمساواة هو التوزيع بالتساوي، وقد يكون التوزيع بالتساوي متطابقاً مع العدل، وذلك عندما يكون وضعاً للأمور في مواضعها وقد يكون ظلماً كما لو لم يكن كذلك.

فلو أعطى المعلم لكل طلابه ذات العلامة مثل 51 على عشرين مثلاً لكان ذلك مساواة بين الجميع، ولكنه ليس عدلاً لأنه حرم المجتهد الذي يستحق عشرين على عشرين مثلاً من حقه فظلمه، وأعطى الكسول الذي لا يستحق أكثر من خمسة على عشرين مثلاً أكثر من حقه.والله تعالى ليس عنده سوى العدل، وهو قد يتطابق مع المساواة وقد يخالفها.



النزاع في صفة العدل:


وقع النزاع بين المسلمين حول الحسن والقبح هل هما أمران واقعيان بمعنى أنهما خارجان عن حدود عمل الشارع المقدس، أم أنهما اعتباريان بحيث ما يعتبره الشارع حسناً يصبح حسناً وما يعتبره قبيحاً يصبح قبيحاً.

قالت العدلية، وهم الشيعة والمعتزلة بالأول وقالت الأشاعرة بالثاني. وبناء على هذا النزاع وقع البحث في مسألة العدل الإلهي، وجوهر هذا النزاع هو: هل يمكن أن يصدر عن الله تعالى من الأفعال ما تحكم عليه عقولنا بأنه ظلم أم أنه مستحيل؟

فالأشاعرة قالوا بإمكان ذلك، واحتجوا بقوله تعالى: "لا يسأل عما يفعل وهم يسألون".

حيث فهموا منه أنه لا مانع من أن يفعل الله تعالى أي شيء حتى لو كان ذلك بنظرنا ظلماً للعباد، وبما أنهم اعتبروا أن الحسن ما حسنه الشارع والقبيح ما قبحه الشارع فصدور ما نراه نحن ظلماً عن الله تعالى لن يكون قبيحاً ما دام هو قد فعله فبفعله له يصبح حسناً وعدلاً.

والعدلية قالوا بالاستحالة، واحتجوا بالآيات النافية للظلم عن الله تعالى، مثل: "وما كان ربك بظلام للعبيد" وبينوا ذلك بأن الله تعالى عدل محض فلا يمكن أن يصدر عنه ظلم كما لا يمكن أن يصدر سواد عن البياض أو ظلام عن النور. والظلم قبيح في نفسه، وصدوره عن المولى عز وجل لو فرضنا صدوره لا يجعله حسناً لأن الحسن والقبح أمران واقعيان كما مر.



الدليل على العدل:


العقل البشري يدرك أن الظلم قبيح ذاتاً، أي في نفسه وبغض النظر عن نهي المولى عنه، وأن العدل حسن في نفسه وبغض النظر عن الأمر به، ويدرك العقل أيضاً أن العدل مما ينبغي أن يعمل بينما القبيح كالظلم ينبغي ألا يعمل، من هنا نقول: لا يلجأ عاقل إلى الظلم إلا لحاجة تدعوه إلى ذلك، وسبب يجبره عليه، ولو كان غنياً عنه ولا يجبره أحد على أي من أفعاله لما صدر عنه سوى العدل الحسن.

ومن غير الممكن أن يوجد في الله تعالى، وهو الغني الكامل المطلق، أيّ سبب من أسباب الظلم، وهي:

1 - الجهل بمعاني الظلم والعدل.

2 - الحاجة إلى ما لدى غيره وليس لديه

3 - الضعف عن تنفيذ ما يريد من خلال العدل.

وإلى ذلك يشير الإمام السجاد (ع) في مناجاته مع الله تعالى حيث يقول: "وقد علمت أنه ليس في حكمك ظلم، ولا في نقمتك عجلة، وإنّما يعجل من يخاف الفوت، وإنما يحتاج الى الظلم الضعيف، وقد تعاليت يا إلهي عن ذلك علوّاً كبيراً".

فالله تعالى هو كما مر عين العلم فلا يوصف بالجهل بحال من الأحوال، وهو عين الغنى فلا يوصف بالفقر والحاجة بحال من الأحوال وهو عين القوة فلا يجوز عليه الضعف إطلاقاً. فإذا انتفى وجود سبب الظلم انتفاءً كلياً في ذات الخالق انتفى إمكان أن يصدر عنه ظلم، وهذا هو العدل الذي يقول به العدلية.

لهذا فإن الله تعالى لم يترك مناسبة في القرآن أو على لسان نبيّه الكريم إلاّ حث فيها على العدل وإقامته، وهناك الكثير من الآيات التي تتحدّث عن عدله عزّ وجل وتنفي الظلم عنه.

فمن قوله تعالى: "وما الله يريد ظلماً للعباد"(1).

الى قوله تعالى: "إنّ‏ الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون"(2).

الى قوله: "إن الله لا يظلم مثقال ذرّة"(3).

بلى يترقى المولى الى وصف كيفية عدله فيقول: "ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً"(4).

فهل يصحَ منه تعالى أن يأمر بالعدل ثم لا يعدل؟؟!



الخلاصة:


العدل هو وضع الأمور في موضعها، وهو أمر حسن في نفسه وينبغي فعله بحكم العقل، والظلم بخلافه تماماً، فلا يعقل صدور الظلم عن الله تعالى، وذلك لأن السبب الذي يدعو إلى الظلم هو الجهل والفقر والضعف ليس موجوداً في الذات المقدسة.







قصة وعبرة


الرضا بالقضاء

كان على عهد رسول الله (ص) رجل يقال له "ذو النمرة" وكان من أقبح الناس، وإنما سمي ذا النمرة من قبحه، فأتى النبي (ص) فقال: يا رسول الله أخبرني ما فرض الله عزّ وجل علّي : فقال له رسول الله (ص) فرض الله عليك سبع عشرة ركعة في اليوم والليلة، وصوم شهر رمضان إذا أدركته والحج إذا استطعت إليه سبيلاً والزكاة وفسَّرها له، فقال: والذي بعثك بالحق نبياً ما أزيد على ما فرض عليَ شيئاً: فقال له النبي(ص) : ولم يا ذا النمرة، فقال كما خلقني قبيحاً، قال: فهبط جبرائيل(ع) على النبي (ص) فقال يا رسول الله إن ربك يأمرك أن تبلغ ذا النمرة عنه السلام وتقول له: يقول لك ربك تبارك وتعالى: أما ترضى أن أحشرك على جمال جبرائيل(ع) يوم القيامة، فقال له رسول الله (ص)، يا ذا النمرة هذا جبرائيل يأمرني أن أبلغك السلام ويقول لك ربك أما ترضى أن أحشرك على جمال جبرائيل، فقال ذو النمرة: فإني قد رضيت يا رب فوعزتك لأزيدنك حتى ترضى.

قصص الأبرار/الشهيد مطهري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيداحمد
عضو نشـــط
عضو نشـــط



ذكر عدد الرسائل : 271
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 11/09/2007

دروس في العقيدة 4/5/6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دروس في العقيدة 4/5/6   دروس في العقيدة 4/5/6 Icon_minitimeالثلاثاء 18 سبتمبر 2007 - 20:34

الدرس الخامس

العدل الإلهي-2



ما هو السر في حدوث الآفات الطبيعية؟

هل وجود المعاقين من بني البشر يتنافى مع عدالة الله؟

وهل أن اختلاف المخلوقات في الفقر والغنى وما شابه ذلك مخالف للعدل؟



بعد أن عرفنا أن الله تعالى عادل، ولا يمكن أن يصدر عنه ظلم لأحد، وبما أن حصول الشر للبشر هو لون من ألوان الظلم فقد يخطر ببال البعض أن يوجهوا بعض الملاحظات على القول بالعدل الإلهي، ومن المناسب أن نطلع عليها وعلى أجوبتها ليزداد إيماننا وتقوى عقيدتنا.



إشكالات على القول بالعدل:

يمكن أن نرى في هذا الوجود ثلاثة أنواع من الشرور التي مصدرها الله تعالى، وهذا ما لا يتناسب مع القول بأنه لا يفعل إلا ما هو عدل ولا يضع الأمور إلا في مواضعها، وهذه الشرور الثلاثة هي:

الأول الآفات الكونية:

والمراد هنا الآفات والظواهر الكونية كالزلازل والبراكين والسيول والعواصف الثلجية المدمرة والرياح العاتية التي تهلك الطبيعة فضلاً عن البشر، وليس لها من فاعل سوى الله عز وجل فكيف يعقل صدورها عنه وهو العادل المطلق؟

الثاني التشوه البشري:

والمقصود من ذلك ما نراه من ولادة الأطفال المشوهين وأصحاب العاهات، وكما هو معلوم فإن قضية خلق البشر مختصة بالله عز وجل، فما هو ذنب هذا الطفل ليولد معوقاً ويعيش سائر أيام حياته في معاناة وألم، واين العدل في ذلك؟

الثالث المخلوقات الضارة:

حيث نرى في هذا الوجود الوحوش الفتاكة والأفاعي السامة والحشرات المؤذية، وما شابه ذلك مما ضرره على الإنسان كبير جداً، بحيث يحق لنا أن نتساءل عن الحكمة في هذا الخلق، وهل هذا العمل يتناسب مع العدل الإلهي؟

والجواب عن الأسئلة الثلاث متوقف على فهم مقدمة بسيطة، هي:

انه ليس في هذا العالم المادي الذي نعيشه ما هو خير مطلق، بمعنى أن يكون كله خيراً محضاً، ولا ما هو شر محض، فكل ما في هذا الوجود المادي له جنبتان، جنبة خير وجنبة شر، وهو ما يسمى بالخير النسبي والشر النسبي.

فبما أنه لا يمكن وجود ما هو خير مطلق في العالم المادي فإن العدل يقتضي أن يخلق الله تعالى ما كان خيره أكثر من شره، فيكون ما فيه من شر قليل قد عُوِّض بما فيه من خير كثير.

وما ذكر من آفات وشرور وإن كانت تبدو للوهلة الأولى أنها شرور بحتة لبعض الأفراد، ولكنها ذوات خير عميم للعالم وللمجتمع ككل. فمثلاً تحتاج الأرض إلى الحرارة الكامنة في جوفها لكي يمكن لها أن تخرج نباتاتها حتى يتمكن الإنسان من تأمين غذائه والعيش على ظهرها، ولكن مشكلة هذه الحرارة أنها قد تحتقن في جوفها وتهددها بالإنفجار، فأنعم الله على البشر بأن جعل لها منافذ لخروج هذه الحرارة المتراكمة وبين الفترة والأخرى وذلك على شكل براكين. أما الذين يتأذون بالمفاجأة والمباغتة كما يحدث، أو في الزلازل أو غيرها فهذا جزء من الاختبار وطريقة ادارة الكون.

وأما السر في وجود بعض الحيوانات والحشرات التي قد يبدو لنا أنها بلا فائدة ولا خير فيها فهو ملاحظة النفع بالدرجة الأولى للإنسان نفسه، وقد تظهر لنا وجه النفع فيها وقد لا تظهر إلا بعد مدة من الزمن، وعلى وجه الإجمال نقول: إن وجود بعض الحيوانات ضروري للطبيعة وللإنسان كوجود النمل الذي يزرع الأشجار عندما يخبأ بذورها تحت الأرض، والنحل الذي يؤمن للإنسان غذاء هاماً كالعسل، ولكي لا تتكاثر هذه الحشرات كان من اللازم وجود حشرات أخرى معادية لها تفترسها فتحافظ على مستوى معين من وجودها. فإذا لاحظنا هذا المثال اتضح أمر سائر المخلوقات الأخرى.

وفيما يرتبط بولادة البشر المشوهين فهذا ظلم لهم قطعاً، ولكنه ظلم ناشئ من عمل الوالدين غالباً أو من عمل المجتمع ككل، فلو كانت الأم مثلاً مدمنة على الخمر أو المخدرات أو عاشت في بيئة ملوثة وغير صحية فسيترك كل ذلك أثره على الجنين. وهناك ذنوب وخطايا تفسد النطفة قد تخفى على الكثيرين هي المسبب الأهم لما يحصل في عالم الرحم.

والله تعالى يصور هذه النطفة الموجودة بالرحم بحسب ما هي، ولا يحمل الأهل المسؤولية لأنها نتيجة بغير أرادتهم ومثله في ذلك مثل الخباز الذي يخبز لك عجينك الذي جئته به، فلو جئت بعجين فاسد ستأخذ خبزاً فاسداً لا محالة. فالظلم هنا من البشر للبشر لا من الله للبشر، قال تعالى: "وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" أي يظلمون أنفسهم ويظلمون بعضهم البعض. ومع ذلك فهذا جزء من الاختبار والابتلاء وليتمكن الانسان من مقارنة النِعَم ويرغب بعطاءات اللّه تعالى مع التضحية

فإن قيل لماذا لا يمنع الله تعالى البشر من أن يظلموا بعضهم البعض، فإنه يقال: ذلك يؤدي إلى الجبر، والله تعالى يريد أن يكون الإنسان مختاراً يفعل ما يريد، والخير في أن يكون الإنسان مختاراً أكبر من الظلم الذي قد يصدر عنه.

ثم إن وجود البلايا والأمراض يفيد البشر من جهات أخرى، مثل أن يعرفهم نعمة الأمن والسلامة والصحة، ويذكرهم بالخالق العظيم القادر على إهلاك العصاة ويدفعهم إلى الرجوع إليه للاستعانة بقدرته العظيمة. قال تعالى: "فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون".



والخلاصة:

ليس في هذا الوجود مما هو من فعل الله سوى ما هو عدل وحكمة، أي على الأقل خيره أكثر من شره، وقد نجهل اليوم وجه الخير فيه، ولكننا ربما نعرفه غداً. وما فيه من ظلم وشر فهو صادر عن البشر باختيارهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيداحمد
عضو نشـــط
عضو نشـــط



ذكر عدد الرسائل : 271
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 11/09/2007

دروس في العقيدة 4/5/6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دروس في العقيدة 4/5/6   دروس في العقيدة 4/5/6 Icon_minitimeالثلاثاء 18 سبتمبر 2007 - 20:35

الدرس السادس

النبوة العامة



ماذا تعني النبوة، ولماذا الحاجة الى الأنبياء؟

وما هو الطريق لهداية الإنسان؟

وما هو دور الأنبياء؟ وما هي صفاتهم؟



معنى النبوة:

النبوة لغة مأخوذة من النبأ أي الخبر، ونبأه بالأمر أي أخبره، والمقصود هنا بها الإخبار عن الله تعالى بمعنى أن النبي هو الذي يخبر الناس بأوامر الله ونواهيه وكل ما يريد الله تعالى أن يخبرهم به، إذن النبي هو واسطة بين الله تعالى والبشر.



الحاجة إلى النبوة:

بعدما ثبت بالدليل العقلي وجود خالق للبشر هو الله عز وجل، يتطلع الإنسان إلى هذا الخالق لمعرفة السبب الذي دعاه إلى خلقه، ويحكم عقله بضرورة شكر هذا الخالق على نعمه الكثيرة عليه وبضرورة عبادته وطاعته على أفضل وجه، ولكنه لا يعلم كيف يطيعه وماذا يحب هذا المولى وماذا يبغض، بل ربما خالف حكم عقله بضرورة طاعة هذا المنعم وشكره، فأنكر ذلك فاحتاج إلى من يقوّم اعوجاجه ويعلمه إذا جهل ويذكره إذا نسي ويهديه إذا ضل.

من هنا أنعم الله تعالى على عباده بطريقتين للهداية:



الأولى : النبوة الباطنية

العقل الذي أنعم الله به على البشر هو أحد طرق الهداية، فإنه فيما يتمكن من إدراكه من أمور نبي باطني يهدي إلى معرفة الخالق ويحكم بضرورة طاعته وشكره ويعرف اشياءً كثيرة من خلال دراسة أسبابها واثارها كالوحدانية والعدل.



الثانية : النبوة الظاهرية

بأن أرسل لهم أنبياء من الجنس البشري ليكونوا أقرب للتفاهم معهم، فاختار نماذج من البشر على مستوى عالٍ من الأمانة والصدق ولهم درجة قوية من الصفاء الروحي تسمح لهم بتلقي الوحي المرسل من قبل الله تعالى ليكونوا تلك الواسطة بينه وبين عباده، فيعلمونهم إذا جهلوا، ويذكرونهم إذا غفلوا، ويهدونهم إذا ضلوا.

قال عز وجل: "لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين"(1).



دور الأنبياء:

بما أن الأنبياء يشكلون الواسطة والوسيلة في بيان تكليف المولى عزّ وجل لعباده، فالنبي يعتبر الانسان المخبر عن الله تعالى ليهدي الانسان الى الحق والخير، وليقود مسيرة البشرية نحو تحقيق كمالها الواقعي وفق النظرية الإلهية، ولحفظ البشرية من الإنحراف.

ومن خلال هذا يمكن لنا أن نحدد دور الأنبياء بأمرين اساسيين، هما:

الأول: مساعدة العقل على تأدية دوره في هداية الناس، وهذا يتم بتذكيرهم بما تحكم به عقولهم، واستثارة كوامن هذه العقول لتستقل بتحريكهم نحو خلاصهم وكمالهم. من هنا سمي النبي مذكراً ، قال عز وجل: "فذكر إنما أنت مذكر".

الثاني: إخبارهم بما لا يمكن لعقولهم أن يدركوه كتفاصيل الشريعة المقدسة وأحكامها من الحلال والحرام والإخبارات بالأمور الغيبية كالموت وما بعده من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار.

وقال أمير المؤمنين (ع): "فبعث فيهم رسله وواتر إليهم أنبياءه ليستأدوهم ميثاق فطرته ويذروهم منسي نعمته ويحتجوا عليهم بالتبليغ ويثيروا لهم دفائن العقول"(2).



دلائل النبوة:

لما كانت النبوة منصباً إلهياً شريفاً كان من الطبيعي أن يكثر مدعوها ومنتحلوها، من هنا كان لا بد من تشخيص علاماتها ودلائلها كي لا يتمكن الكَذَبة من خداع الناس. فمن دلائل صدق النبوة:

1 - أن لا تشتمل على ما يخالف الفطرة والعقل السوي. كتحريم الزواج وكتعدد الالهة.

2 - كون النبوة في مجملها دعوةً لخير البشرية وتقدمها الروحي والاجتماعي.

3 - وجود مؤيدات لها من دعوات الأنبياء السابقين وإخباراتهم بها والمعاجز الدالة على ارتباط صاحبها بالله تعالى. كشفاء المرضى وإحياء الموتى والإخبار بالمغيبات.



صفات الأنبياء (ع)

حيث أن النبوة سفارة يؤدّي فيها النبي أو الرسول عن الله فيفترض تحلّيه بصفات تضمن حُسن تأثيره في الناس، وتورث قطعية أدائه عن الله عز وجل.

وهذه الصفات ملخّصها ما يلي:

1 الكمال في العقل والذكاء والفطنة، أي كونه أفضل قومه.

2 السلامة البدنية من كل منفرّ أمثال العاهات والأمراض.

3 الشجاعة والصبر والحكمة في جميع حالاته من شدة ورخاء.

4 القدرة على البيان في فصاحة وبلاغة.

5 العصمة عن الخطأ والغفلة والنسيان وإلاّ تطرّق الشك الى دعوته.

6 العصمة عن المعصية وإلاّ إتُّهم فيما يقوله ويفعله فضلاً عن أنّ عدم العصمة يؤدّي الى عكس الغرض خصوصاً مع كون الناس مأمورين باتباعه والإقتداء به، إضافة الى أن ذلك يؤدّي الى توهين دعوته.



الخلاصة:

النبوة هي سفارة بين الله وعباده، ودورها أن تذكر الإنسان بما يحكم به العقل السوي، وان تعلمنا الأحكام التفصيلية للشريعة. ومن دلائل صدق النبوة وجود المعجزات الشاهدة على ارتباط النبي بالله تعالى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سموره
عضو نشـــط
عضو نشـــط



انثى عدد الرسائل : 100
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 12/09/2007

دروس في العقيدة 4/5/6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دروس في العقيدة 4/5/6   دروس في العقيدة 4/5/6 Icon_minitimeالأربعاء 19 سبتمبر 2007 - 0:32

شكرااااااااااااااااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيداحمد
عضو نشـــط
عضو نشـــط



ذكر عدد الرسائل : 271
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 11/09/2007

دروس في العقيدة 4/5/6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دروس في العقيدة 4/5/6   دروس في العقيدة 4/5/6 Icon_minitimeالأربعاء 19 سبتمبر 2007 - 1:40

الشكر لك على المرور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دروس في العقيدة 4/5/6
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صبـــر وبشـــرى :: المنتديات الاسلامية :: منتدى الشباب المسلــــم-
انتقل الى: